والمعارض الفنية، إلی جانب المزادات، هي الأماكن التي یجري فیها إقتصاد الفن. والمعارض الفنية تؤكد على جوانب الفن المتقدم وهي تعتبر محل تجمع للفن المعاصر والحديث.

ويعد معرض دبي للفنون، الذي يقام مرتين في السنة، واحدا من أهم معارض العالم والمنطقة. وهذا الحدث الذي یقام في دولة الإمارات إستضاف مارس الماضي  10 معارض من طهران في القسمین؛ الفن الحدیث والمعاصر فیما قدم 94 جالیریا في هذا المعرض أعمال فنانيها.

وجالیري "آریا" الذي یعتبر واحدا من الجالیریات التي شاركت في المعرض قدم في قسم الفن الحدیث أعمال إثنين من الفنانین الأرمینیین الإيرانیین "غارنیک درهاکوبیان" و "سونیا بالاسانیان" وحقق حضورا ناجحا .

وفي هذا الشأن، أجرینا مقابلة مع مدیرة جالیري آریا "آریا اقبال" ومسؤول القسم الدولي للجالیري "حمیدرضا کرمي" ونوایانا هي مراجعة کیفیة تحقیق المشارکة الناجحة في هذا الحدث الفني والاقتصادي أكثر من أي شيء آخر.

فيما يلي نص المقابلة التي أجراها وكالة "هنر أون‌لاين" مع السيدة آريا إقبال و حميدرضا كرمي:

_السیدة اقبال انت قمت في جالیري آریا بتنفیذ مشروع حمل إسم "إعادة قراءة الفن الإيراني الحدیث" الذي تمخض عن إقامة أربعة معارض لأربعة فنانین إيرانیین محدثین وما الذي دفعک إلی إقامة مثل هذه المعارض الفنیة بالإعتماد علی الفن الإيراني الحدیث؟

آریا إقبال: اننا نترکز علی مشروع "إعادة قراءة الفن الإيراني الحدیث "منذ نحو أربع سنوات وأقمنا أول المعرض في هذا الشأن بتقدیم أعمال من "سیراك ملکونیان" حیث تم اللجوء إلی أعمال یعود تاریخها إلی قبل 60 عاما. وفي البداية لم نکن ننوي تسميته بـ"إعادة القراءة" ولكن كان من المفترض أن نقیم معرضا للسيد ملكونيان بالتعاون مع معرض "آب انبار"، وكلما مضینا قدما إلی الأمام، اقترحت على السيد متینفر (مدیر جالیري آب‌انبار) أن یکون عملنا مشروع إعادة القراءة وبطبيعة الحال، ما يقوم به متینفر منفردا  يركز على الفن المعاصر، ولكن مع ذلك، اقترحت أن يكون اسم مشروعنا "إعادة قراءة الفنون الحديثة الإیرانیة"، وأن یکون رقم 1 أمام هذا العنوان لیستمر المشروع مع الفنانين الآخرین.

كان من الصعب جدا إقامة أول معرض تحت عنوان"إعادة قراءة الفن الحديث في إيران" للسيد ملكونيان. نحن أخرجنا أعمال السيد ملکونیان من مستودع منزل أخيه. وكانت تلك الأعمال یعود تاریخها إلی قبل60  عاما حیث کانت قد ترکت في المستودع ولم تخرج منه. وبطبيعة الحال، كان السيد ملكونيان یقیم معرضا جماعيا، ولم يستعرض أعماله کثیرا.

ولكن نظرا لطرحنا موضوع إعادة القراءة كان علينا أن نسحب أعمال تعود إلی قبل 60 عاما من المستودع. بعض الأعمال لم یبق منها أي شئ أو کانت قد اصبحت مترهلة. واستغرق الأمر حوالي 4 إلی 5 أشهر لإصلاح هذه الأعمال، ولكن هذا المشروع كان صعبا، وعقد معرض إعادة قراءة الفن الحديث الإيراني (1)بعرض أعمال السيد سيراك ملكونيان.

ونحن منذ اليوم الذي بدأ "مشروع إعادة قراءة الفن الإيراني الحدیث "، قررنا بأن یکون للمشروع رقمان ثاني وثالث. لهذا السبب، بعد إقامة معرض السيد ملكونيان، قدمنا قائمة طويلة من الفنانين، ولکن لم توجد مجموعة من الفنانين أنفسهم أو لم تكن أعمالهم متاحة ومتناولة في الید. في نهاية المطاف وصلنا إلى السيد بهمن محصص وكان من المقرر تخصیص المعرض الثاني لأعماله.

إن أعمال السيد محصص، على الرغم من عدم الحاجة إلى استعادتها، ترکت صعوبة علینا بسبب دفع الكثير من المال للحصول على العمل الفني لأنه لم یکن أي أعمال منه مطروحة للبيع، ودفعنا تکالیف هذه الأعمال من دخل معرض السيد ملكونيان. ومع ذلك، كان لمعرض السيد محصص عرض مشرق جدا وبدون مبالغة، كان لدينا حوالي 10 آلاف مشاهد لهذا المعرض.

والمعرض الثالث لمشروع"إعادة قراءة الفن الحدیث"یعود إلی أعمال السیدة  بهجت صدر. كانت أعمال السيدة الصدر محفوظة لدی ابنتها، ولكن في هذه الحالة أیضا لم يكن هناك أي عمل للبيع. لذلك کان يجب أن یصرف الكثير من التكاليف لأخذ الأعمال من فرنسا إلى إيران، التي دفعناها لذلك، وأقمنا معرض السیدة الصدر. بعد ذلك رأينا أننا قد عرضنا بالفعل أعمال ثلاثة فنانين مشهورین، وربما یصل الدور لفنان محترف غير معروف حتى الآن وقررنا تخصیص المعرض الرابع لأعمال الفنان  "غارنیک درهاکوبیان" الذي لم یطرح أعماله بشکل جاد منذ 40 عاما إلا مرة واحدة تم عرضها بالمتحف  ومرة واحدة في معرض جماعي ولم يكن یتمتع أي منها بجدیة ، وبالتالي لم يكن أحد يعرف غارنيك درهاکوبیان وكان للسيد هاكوبيان أعمال رائعة. وهو عمل لأربعین عاما في ورشته، ولم یرد أن یطرح.

ومعرض درهاكوبيان أقامه جاليريي آريا و ماه مهر بصورة مشتركة و تم نشر كتب عن هذه المعارض الاربعة كأعمال بحثية .

وأشارت اقبال إلي أن أكثر المعارض تقسم الأعمال الفنية إلي الحديثة و المعاصرة ولكل قسمين لجنة تحكيم خاصة .

-لماذا دخل السيد هاكوبيان في العزلة ولم یسمع عنها بعد الثورة؟

أريا إقبال: الحقيقة هي أننا إذا لم نکن نذهب إلى السيد هاكوبيان، فانه لم يكن ينوي التوجه نحو شخص لتقديم أعماله وتعریف نفسه وأعتقد أنه في تلك السنوات لم يكن أحد يتابعه ولم يذهب إليه. وکان یجب عليه أن یبادر بنفسه لیُعرف، وبالطبع فإن معنوياته ليست كذلك. وخلال هذه الفترة، عانی من المرض لعدة سنوات، ورقد في المستشفى  وفي المنزل لفترة طويلة. على أي حال، كان السيد هاكوبيان حريص جدا على وضع طاقته على رسم اللوحات وليس علی بذل الجهود لتقدیم الأعمال. لهذا السبب حاولنا بجد أن نضع العبء الأقل على عاتقه في المعرض الرابع، وكان قصارى جهدنا هو القيام بكل العمل من جانبنا، وأن يشرف هو فقط على العمل.

-ما هي ردود الفعل علی معرض السيد هاکوبیان؟

آريا إقبال: معرض السيد هاکوبیان كان رائع جدا. وبطبيعة الحال، عقد هذا المعرض من قبل جالیري آريا وجالیري ماه مهر بصورة مشترکة هذه المرة. كما وضعنا نشر كتب خاصة بهذه المعارض الأربعة بمثابة أعمال بحثية محل اهتمامنا وكان كتاب السيد هاكوبيان كتابا عظيما، والذي نشر بدعم من دار نشر نظر وحقق مبیعات جیدة.ألف هذا الكتاب السيد باکباز، وأوضح السيد هاكوبيان نفسه مجمل عمله في عدة أجزاء. وكان كتاب السيد هاكوبيان أول كتاب دخل إلی محلات بیع الکتب، وهو أمر مهم جدا بالنسبة لنا لأن الكتب الثلاثة السابقة كانت تباع فقط في معرضنا. الشيء المثير للاهتمام حول بيع الكتب هو أن كتاب السيد ملكونيان تم بيعه بالكامل، والآن هناك فقط  إثنین أو ثلاث نسخ من مجمل1000 نسخة في أيدينا، وهناك عدة نسخ في يد السيد متین فر. هذا هو السبب في إتخاذ قرار بشأن إعادة طباعة هذا الكتاب. وأعتقد أن أي شخص يعتمد على نفسه، على أي حال، سیصل إلی النتیجة، وهذا الملف ثمین دون النظر إلی قضیته المالية، لأن شاغلنا الرئيسي هو أن یکون هناك خطوات يمكن للجيل القادم أن يضع أقدامه على تلك الخطوات ویعتلی.

-السید کرمي كمدير دولي في معرض أريا، قل ما هي العملیة التي تطول أن یشارك جالیري في معرض دبي للفنون؟

حمید رضا کرمي: المشارکة بالمعرض فی جمیع انحاء العالم تبدأ عبر الإجابة علی دعوة علی المواقع الاکترونیة للمعارض والمعارض الفنیة تأخذ في العموم سوابق وعمر الجالیریات وأهدافها ونجاحها وإبداعها وتوجهها في اختیار الفنانین وعرض الآثار بعین الإعتبار في إنتخابها وبالنظر إلى هذه المعايير ومع مراعاة المساحة المحدودة و المخصصة، فإن عددا من الجالیریات یتأهل إلى المعارض الفنية، ولا یختار أیضا العديد منها. إذا قبلت لجنة التحکیم مقترح الجالیري للمشارکة في المعرض الفنی، والباقي من الخطوات، لیست من السهل، وسوف تمضی تدريجيا لتؤدي إلی عقد بين الجالیري والمعرض الفني.معظم المعارض الفنیة تعرض الأعمال حالیا في كل من الفئتین الحديثة والمعاصرة، بشكل فردي أو في تركيبة.

وبطبيعة الحال، فإن المشاركة في المعارض الفنية  مکلفة جدا بالنسبة للجالیریات. لا تحصل المعارض الفنية على نسبة مئوية من المبيعات، ويأتي دخلها من إستئجار الأجنحة وجذب داعمین مالیین كبيرين، وبالطبع معرض دبی هو واحد من أقوى المعارض الفنیة في العالم من حیث إستقطاب الداعمین مالیا. ويصر معرض دبي مع إدارته الجديدة على العملية السيتوريولوجية لعرض الأعمال، وهذا أمر مهم بشكل خاص في قسم الفن الحديث، على الرغم من أنه قد يكون أقل صرامة من الفن المعاصر.

كل من الأقسام الحديثة والمعاصرة من مهرجان دبي للفنون لديها لوحة التحكيم الخاصة بها، وعادة ما بين أربعة وخمسة. وفي بعض الأحيان، من الضروري تقديم مقتراحات إلى الفريق ثلاثة أو أربعة مرات لاستعراضه والموافقة عليه. في غضون العام الماضي، وفي القسم المعاصر، كانت 44 صالة العرض متواجدة ، بينما في القطاع الحديث تم عرض فقط أعمال 16 جالیریا.

ويقوم القسم الحديث لمعرض دبي منذ الإدارة السابقة حتی إدارته الحالية من قبل السيدة ميرنا عياد بتعريف الأستاذة و رواد الأساليب الحديثة في فن منطقة الشرق الاوسط شمال افريقيا و جنوب اسيا( الهند و باکستان ) وحول هذه المناطق من الاهم أن تعود الأعمال للسنوات مابين۱۹۴۰ حتي ۱۹۸۰، على الرغم من تغيير هذه السياسة، يمكن أن يكون تاريخ إنشاء الأعمال في المعرض المقبل حتی نهاية القرن العشرين، أي عام 2000. وأعضاء لجنة التحكیم یدرسون بدقة المشاريع المقترحة والفنانين وأعمالهم ، وهذا هو حقيقة موجودة في معرض دبي للفنون.

 

آریا اقبال

 

-السیدة إقبال ما الذي أدی إلی مشارکتک في مهرجان دبي للفنون؟

آریا اقبال: خلال العام الماضي کان قد بقی يوم واحد حتی افتتاح معرض السيد هاكوبيان حیث اتصل صديق بي وقال السيدة ميرنا عياد، مدیرة معرض دبي جاءت إلى إيران وتساءلت حول بعض القضایا عن الآخرین، وهم قالوا أن جالیری آریا یعمل علی المعاصرین الإيرانیین وان السیدة عیاد تهتم جدا في المجيء لزیارتک. وجرى التنسيقات اللازمة، وجاءت السیدة لزیارتی واقترحت علینا الحضور في المعرض.في ذلك الوقت، کان قد تم إغلاق موقع المعرض تقريبا، ولم يترك زمنا لاختيار المعارض المقبولة. ومع ذلك، فقد رفضت اقتراح السيدة عياد، وقد ذكرت أسبابي. وانها أصرت وطالبتنی بالتفكير الأكثر. وأرسلت أيضا رسائل بريد إلكتروني ولحسن الحظ، السيد كرمي کان یزور دبي حینذاک، وأذهب طلبی للبحث مع المعرض الفني، حتى تم توفير التمهیدات لتواجدنا في معرض دبي.

-ما هي أسباب رفض اقتراح السيدة ميرنا عياد ولماذا لم تكن راغبة في الحضور بمعرض دبي؟

آريا إقبال: منذ عدة سنوات، تم إقامة العديد من المعارض في دبي بشكل مضطرد من قبل جالیری آریا. هذا الموضوع یعود إلی حوالي 18، 19 أو ربما قبل 20 عاما. في تلك السنوات، نحن عقدنا معارض ناجحة جدا حقتت مبيعات جيدة جدا في دبي، في حين أن دبي لم تكن على الإطلاق تستضیف آنذاک معرضا مکتظا بالجالیریات والذی تشارک فیه الجالیریات الإيرانية المختلفة .

وبعد ذلك  تغيرت مساحات الجالیریات في إيران، وازداد عددها وتوجه العديد من الجالیریات إلى جالیري دبي لأسباب ما. وانا رأيت المغامرات التنافسية في دبي، ويمكنني أن أخمن أين سيكون مصيره. لذلك قررت عدم العمل مع دبي مرة أخرى، ولكن كنت أزور المعارض.

-السیدة اقبال ماذا دفع بك للمشارکة في معرض دبي فی نهایة المطاف؟

أريا إقبال: انه کان بسبب الحضور القوي للسيد کرمي. ولنا علاقات الصداقة منذ سنوات عديدة وأنا أعمل معه في مختلف المجالات. وفي الوقت نفسه، وافق السيد كرمي على الحضور في معرض دبي، ومن ناحية أخرى، أثرت علیّ أیضا تصریحات السيدة عياد  وجعلتني قبول عرضهم. كان من المهم جدا بالنسبة لي إضافة القسم الحديث إلى المعرض، لأن قبل ذلك، كان هناك مجرد القسم المعاصر. السيدة عیاد قالت لي نريد أن نركز هذا العام على القسم الحديث، وأنه من المهم بالنسبة لنا أن تکون الجالیریات المشاركة في القسم الحدیث من المعرض مهنیة . السيدة عیاد قالت لي أن كان لديك عملا بحثیا وأنت تعرف كيف تقطع هذا الطريق. كل هذا جعلني أقبل المشارکة في معرض دبي.

-كيف حصلت على الفنانین الایرانیین ینحدران من أصل أرميني السيد غارنيك هاكوبيان والسيدة سونيا بالاسانيان لإشراکهما فی معرض دبی؟

أريا إقبال: في أي حال، کان علينا أن نختار اثنين من الفنانين الذین يمكن وضعهما معا. لا يمكن وضع موقفین مختلفین معا. ومن بين هذين الفنانين، لم يكن غارنيك معروفا ، مما كان جيدا وسيئا فی نفس الوقت. والجيد عن هذا الفنان هو أنه یتم تعریف الفنان خارج إيران عبر الحضور في معرض دبي. والسیئ في عدم کونه معروفا هو أن الزوار قد بدأوا أبحاثهم سابقا وكانوا يبحثون عن شراء سلسلة من الأعمال المنشودة. ومع ذلك، غارنيك هو واحد من الفنانين الحدیثین في إيران، وأعتقد أنه کان من الضروري دراسة أعماله في إعادة القراءة ومعرض دبی.

حمیدرضا کرمی: كان لدينا عملية طويلة لاختيار الفنانين ، واحتفظنا بالتواصل المستمر مع السيدة عياد ومساعديها، وهم کانوا یبلغون وجهات نظرنا للجنة التحکیم .

في نهاية المطاف وصلنا إلى هذين الفنانين، والتي بدا لي أن يكون الخيار الافضل. اختيار اثنين من الفنانين من أصل أرميني أدى إلى تقدیم صورة رائعة من معرض آريا. ومع ذلك، نحن كبلد مسلم، ذهبنا إلى معرض دبي والذی لم یقدم عنه صورة إعلامیة صحیحة.

في مثل هذه الحالة، حضور اثنين من الفنانين الإيرانيين من أصل ارمیني، الذي غادر واحد منهما البلاد بعد الثورة، کان جذابا جدا بالنسبة لزوار معرض دبي للفنون وصورة ترسمها من جالیری أريا كانت صورة التسامح والقبول.

لا يوجد حاليا سوى 10أو،12 جالیریا في إيران لديها خطط وأهداف وإجراءاتها واضحة، ولكن معظم معارضنا لا تملك هذه الميزات.

-مع تفسيرات قدمتَها عن معرض دبي، أ لا تواجه هذه الجالیریات صعوبة للحضور في المعارض الدولية؟

حميد رضا كرمي: السيدة عياد، الذی شغلت لفترة طویلة منصب محررة مجلة كونفس الفنیة المرموقة، وهي الآن مديرة المعرض الفني، عازمة على إظهار أن معرض دبي للفنون ليس مجرد سوق، بل مؤسسة تقوم على مدار العام  بتوفير أنشطة غير هادفة للربح لتثقيف الناس فی النظرإلی الفن.

في الواقع، قررت السيدة عياد أن تحفظ معرض دبي كمؤسسة تعليمية نشطة، إلی جانب بيع الأعمال الفنية. فما إذا كان ينجح أم لا، فإنه سيتم الحكم علیه في وقت لاحق. ومع ذلك، كان له ندوتان هذا العام تمشيا مع أهدافه، إلى جانب محاضرات عن الحداثة والنساء. إضافة هذه الأجزاء إلى المعرض يمكن أن تعطيها أهمية ثقافية أكثر.

 

حمیدرضا کرمی، آریا شکوهی اقبال

 

للأسف، كما ذكرت، العديد من جالیریاتنا ليست لها السياسة الصحيحة وتخلق فحسب مساحة لطرح سلسلة من اللوحات وبيعها. واليوم، تهمل الجالیریات أهمية نشر فهرس يحتوي على صفحة وصفية فارسية وصفحة باللغة الإنجليزية. حتى تحجم عن القيام بذلك، ناهیك عن صرف النقود من جيوبها وطباعة الكتب.

السيدة عياد عندما دعتنا لمعرض دبی کان قد تم إغلاق صفحة التسجيل في الموقع وكانت قد اختارت لجنة التحكيم خیاراتها، ولكنها جمَعت أعضاء لجنة التحكيم معا لاتخاذ قرار لأنها ادرکت أهمیة عملنا و في الأساس، كانت مهتمة به.

آريا إقبال: إقامة جالیري هي العمل الشاق حقا. أنا دخلت إلى ذلك قبل 25أو 26 عاما، و لم أكن أعرف مدى صعوبة العمل. الأصدقاء الناشئین الذين يدخلون الآن لا يعرفون مدی صعوبة العمل الذي اختاروه. وخلافا لما يعتقد  ان إيرادات مقیمي الجالیریات ليست کبیرة. ومن الصعب صرف التکالیف فیه.

في بعض الأحيان قد يعترض أصحاب الجالیریات وهو اعتراض في محله، لأنه في أي حال، يجب أن يتم الأمور بشكل صحيح وعمیق. يمكن لأصحاب المعارض أن تكلف في مكان ما من جيوبهم، لكنهم قد یضطرون للتراجع وإغلاق المعرض، أو القيام بأعمال يبيعونها.

ولكن الحقيقة هي أنها لا تباع تلك الأعمال أیضا على الإطلاق، وفي نهاية المطاف یفشل الجالیري. ومع ذلك، لحسن الحظ، وهناك أيضا عدد من الجالیریات التي هي المهنية للغاية وتعرف لتقوم بأي عمل ملائم

-ماذا يحدث في دول العالم أن نظام الجالیریات الخاص بها یصبح مهنيا؟

آريا إقبال: هم أكثر مهنیة منا لأن لديهم التقاليد. ليس لدينا تقاليد الجالیریات. افتتح أول جالیري في إيران في أواخر الأربعينيات، وکان عدد جالیریات طهران قلیلا حتی السنوات العديدة. قبل الثورة، لم يحدث جدیدا للجالیریات، ووزارة الثقافة والفنون نفسها کانت تدفع استئجارات. بعد الثورة، لم يكن من الممکن العمل لأي جالیري، واستمر هذا الحدث حتى نهاية الحرب المفروضة. لذلك، ليس هناك تقليد للجالیریات في إيران، والواقع هو أن كل شيء يحتاج إلى تقليد.

-وکیف تقیم عدد الجاليريات الإيرانية التي شاركت في معرض دبي؟

حمیدرضا کرمي: ان في قسم الحديث شارك۱۶ جاليريا من ۱۲ بلدا ثلاث منها يشمل جاليريات ايرانية نظير آریا، وشیرین و شهریور، وفي القسم المعاصر قام ۷۸ جاليريا من ۴۴ بلدا بعرض أعمال فنانيها منها جاليريات  محسن، وخاک، وزیرزمین دستان، واُ، وآب انبار و اِی جی من طهران كان كلها من جاليريات شهيرة .

و أظهرت هذه المعارض أنهم یقومون بالخيارات الجيدة والدقیقة وشارك جاليري اعتماد في العدید من جولات معرض دبي ، ولكن الآن تمر عدة سنوات علی غیابه.

فإن المعارض التي أقمتموها تحت عنوان إعادة القراءة لفناني الجیل القدیم، خارج عن نطاقاتها البحثية تسبب بغیر الوعی أيضا عودة أعمال اولئك الفنانين إلى الملف الاقتصادي. على سبيل المثال، قد عقدت معرض إعادة القراءة  للسيد ملکونیان، الذي أدی هذا العام إلی بیع 3 من أصل 7 أعمال للسید ملکونیان في مزاد دبي. ما هو رأيك في هذا الشأن؟

آريا إقبال: لم يكن لدينا دور في هذه المسألة. أعمال السیدین ملوكانيان و محصص والسيدة الصدر، كان لها دائما سوقها الخاصة. كانت هناك آراء متعارضة مع إعادة قراءاتنا، واعتقد الكثيرون أننا ندمر السوق لهؤلاء الفنانين.وقالوا إنكم عندما تضعون عددا كبيرا من أعمال السيد بهمن محصص على حائط الجالیري فإنكم تعلنون بالفعل أن هذا العدد من الأعمال للسيد محصص متاح ويمكن الوصول إليه، وهو ما یؤثر علی سوق بيع أعمال الفنانين.ومع ذلك، لم اهتمم بأي شخص، وأنا لم أفکر على الإطلاق بأن عملنا يؤثر سلبا على شيء. فعلت عملي لأنني لم أكن أريد تدمیر سوق أحد.

-الان هناك معرضان هامان علي صعيد المنطقة وهما معرضا دبي و تركيا اللذان تشارك فيهما معظم جاليريات إيرانية.في رأیك أی منهما یکون أنجح؟

حمیدرضا کرمی: تركيا لديها تقليد قوي من الفن الحديث والمعاصر وان معرض تركيا لايمكنه المنافسة مع معرض دبي من حيث الوسعة و البرامج الجماعية وحجم المبيعات من الأعمال ممايحظي بها معرض دبي وخصوصا في السنوات الأخيرة، عانت البلاد من عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات، والتي كان لها تأثير سلبي على هذا المعرض وتسببت أن تتخلف تركيا عن دبي.وأن الاخير يتميز أيضا بالاستقرار الاقتصادي و السياسي الاكثر .ومن ناحية أخرى، تحاول أصحاب الجالیریات في منطقة الخليج الفارسي لدعم منطقتهم أكثر من الذهاب إلی معرض ترکیا لترویجه.

-معرض ترکیا هو أقرب من الحداثة أو المعاصرة؟

حمید رضا كرمي: هو مزيج من هذين.. کما یکون هکذا العديد من المعارض الفنیة الأخرى في العالم. في جميع أنحاء العالم، ربما تواجه ی جمیع انحاء العالم مثل هذه الأسواق الفنیة حیث تعرض مزیجا من الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة، ومثل معرض دبي، لا يوجد له قسمان منفصلان تماما.

-هل تعتقد أن الوقت قد حان لمعارضنا لتوسيع آفاقها إلى حد أكبر حتی تشارك في معارض المناطق الآسیویة الأخری فضلا عن الحضور في معارض البلدان المجاورة وفی أجزاء أخرى من آسيا؟

حمید رضا كرمي: نحن في بداية الطریق ونركز اهتمامنا أكثر لرؤية أي المعارض هي الأكثر طاقة. هناك الآن مختلف الأسواق الفنية في جميع أنحاء العالم، ويمكنك أن تراها في أصغر المدن في أمريكا وأوروبا. ولكن معرض دبي، إلی جانب معرض بازل وهونغ كونغ وميامي وفريز في لندن، ... هو ضمن 10 معارض شهیرة في العالم. اجتذب معرض دبي للفنون هذا العام جالیریات لأكثر من 44 دولة مختلفة، مما يثبت انه أكثر المعارض عالمیا.

هناك معارض جيدة أخرى في آسیا  أيضا، ولكن يحتاج إلى التحقق من أي واحد هو جيد لتقدیم أعمال وما هي الإمكانات لديها. إن المشاركة في هذه الأسواق العالمية مكلفة جدا. خصوصا لو تبعد عن المنطقة. أصغر خطأ يمكن أن یخلف تداعیات غیر قابلة للتعویض للجالیري وفنانيه. وللأسف، فإن بعض زملائنا يرتكبون هذا الخطأ.

 

آریا اقبال + حمیدرضا کرمی

 

-هل کنت مرضیا علی العودة إلى دبي بعد 18 عاما والمشارکة في معرض دبي للفنون؟

كرمي: أعتقد أنه كان قرارا جيدا، ولحسن الحظ، كان الترحيب والمبيعات من أعمالنا جيدة جدا. وشهد هذا العام واحدا من أكثر معارض دبی زیارة وازدحاما. في المعارض الفنیة تختلف أطیاف الجمهور و هناك بعض الجماهير الذين يتعاملون مع الفن بجدية بالغة ويطلبون منك شرح الأعمال لهم.

والفئة الأخرى هي أيضا من محبي الفن و هناك فئة أخرى أن الفن هو متعة وجذابة لها.

علی أي حال  الفن هو الشاغل لكل فئة من هذه الفئات. في الأيام الأولى إلى الثالثة، تحدث أهم الأحداث المالية لأن الأجواء مناسبة للمشترين، ويمكنهم تتبع الأعمال في الاسترخاء التام.

عادة ما يكون المشترون قد درسوا من قبل ويعرفون ما سيقومون به في المعرض. انهم يريدون شراء عمل موثوق به، وأنهم بحاجة إلى التأكد من شخص غير معروف. لذلك، إذا كان الفنان غير معروف، فیحصل المشترون علی معلومات إما من صاحب المعرض أو من خلال الاستشاريين ومن ثم یقومون بشراء العمل.

-في الأساس، ما هي الضرورة لحضور جالیري في معارض مثل معرض دبي؟

آريا إقبال: لا أعتقد أن الأمر یمکن له وضع قانون لماذا يجب أن يشارك الجالیري فيه، ولماذا لا ينبغي وأعتقد أنه إذا كان معرض يشعر ضرورته، فإنه ينبغي أن يشارك في المعرض، وإذا كان لا يشعر الضرورة، فإنه لا يتطلب وجودها في المعرض. تُشعر الحاجة إلى الحضور فی معرض عندما الجالیري هو المتأكد من أن لديها تخطيط دقيق ويمكن أن تكون لها فکرة في المعرض. أعتقد أن معرض "اُ" هو معرض جيد. أنا لم أرى أداء هذا الجالیري في معرض دبي للفنون، ولكن سمعت من الأصدقاء أنه عمل بشكل جيد. أنا لم أر السيدة درودي على الإطلاق، ولكن يبدو أنها تعرف ما يجب القيام به. آمل أن يكون لديه المزيد من الوقت للقيام بمثل هذه الأعمال.

-ما هي أهمية حضور جالیریات مثل جالیري "اُ" الذي كان أول حضوره في معرض دبي هذا العام؟ هل يمكن أن يعطی تواجده مصداقية له؟

آريا إقبال: إذا كان جيدا، فإنه سوف یجلب بالتأكيد مصداقیة له. وبطبيعة الحال، فإن اسم المعرض لا یعطی مصداقیة للجالیري، وهذا هو أداء الجالیري الذي يهم. ونحن نسعی في جالیري لیکون حضورنا في المعارض الفنیة والمختلفة مدروسا ولا نرتكب أي خطأ. بالطبع، القرارات غير الصحيحة هي جزء لا يتجزأ من هذه الأعمال، ولكن يجب تقليلها.

حمیدرضا کرمی: وأنا أعتقد أيضا أنه إذا كان معرض لديه القدرة على أن یشارك في معرض فني، فإنه يمكن أن يشارك ، ولكن يجب أن یحاول الحصول علی مستوی الآخرین. أعتقد أن جالیریات مثل " زیرزمین دستان" و"اُ" و"محسن" و"اب انبار" لديها قدرة على المشاركة في المعارض الفنیة.

هذه الجالیریات لها أذواق رائعة. قد تكون هناك أخطاء في بعض الأحيان فانها طبيعية، ولكن يبدو أن تواجدها في المعارض المختلفة مهم ومؤثر جدا سواء لنفسها أو تعریف الفن الإيراني والجغرافيا الثقافية للمنطقة، لأن المعارض عادة ما تعرض مجموعة متنوعة من الحالات الثقافية في مجتمعات مختلفة.

-السید کرمي ما مدى نجاح الجالیریات الإيرانية في معرض دبي للفنون في عام 2017، وكيف كانت ردود فعل الجمهور بعد زيارة غرف الجالیریات الإيرانية؟

حمید رضا كرمي: ان معظم الجمهور اعتبروا أعمال الفنانين الايرانيين الشباب منهم والآخرين بأنها حصيلة مواهب تنتج الفنون الزاهره و ذات جودة رغم جميع المشاكل أمامهم.